الاتزان و التصلب المتعدد
التصلب المتعدد أو التصلب اللويحي هو مرض مناعي يصيب الجهاز العصبي نتيجة اختلال الخلايا المناعية، مما يؤدي إلى مهاجمة الغلاف الدهني المغلف للخلية العصبية لتصبح عرضة للالتهاب و تفقد قدرتها على أداء وظيفتها؛ فتظهر عدة أعراض، و من أهمها:
- ازدواجية الرؤية أو عدم وضوحها بسبب التهاب العصب البصري.
- مشاكل الاتزان خاصة أثناء المشي.
- الإحساس بتنميل في أحد الأطراف أو الوجه.
- مشاكل في السيطرة على الإخراج.
- عدم القدرة على الحركة.
أسباب اختلال الاتزان في مرض التصلب المتعدد:
مشاكل الاتزان و السقوط شائعة في الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد، و قد يرجع ذلك إلى تأثير مرض التصلب المتعدد على نقل المعلومات من أو إلى المخ، أو تأثيره على المخيخ المسئول عن الاتزان في حد ذاته، و ذلك ما سوف نوضحه في النقاط التالية:
1- تدخل مرض التصلب المتعدد في الرسائل التي يتلقاها المخ: حول تحديد مكان وجود الجسم.
- المشاكل البصرية: مثل عدم وضوح الرؤية أو ازدواجيتها، حيث تؤدي إلى إعطاء معلومات مربكة إلى المخ عندما يحاول معرفة مكان تحرك الجسم بالنسبة للعالم من حوله.
- الأذن الداخلية: إذا أثر مرض التصلب العصبي المتعدد على مسارات الخلايا العصبية بين الأذن الداخلية و المخ؛ يمكن أن يحدث اضطراب في الاتصال بين الأذن الداخلية و الدماغ، حيث إن العصب الثامن المتواجد في الأذن الداخلية هو المسئول عن الاتزان، و ذلك يزيد من مشاكل الدوار و الدوخة.
- مشاكل في الإحساس: مثل التنميل أو الوخز في الأرجل، على سبيل المثال إذا كانت قدمك مخدرة، فقد لا تتمكن من معرفة ما إذا كنت تلامس الأرض، مما يعني أن المخ قد لا يتلقى المعلومات الدقيقة التي يحتاجها لتحقيق التوازن في الجسم بالشكل الصحيح.
2- تلف الأعصاب في المخيخ أو جذع الدماغ: المخيخ هو الجزء الذي يتحكم في توازن الشخص، لذا إذا تسبب مرض التصلب المتعدد في تلف الأعصاب في المخيخ، قد تحدث مشكلات الدوار و الدوخة، و أحيانًا تكون مصحوبة بالغثيان.
3- تدخل مرض التصلب المتعدد في إعاقة تنفيذ تعليمات المخ:
- عدم تمكن الأعصاب من إيصال رسائل المخ: إلى الأجزاء الأخرى بالجسم، فيحدث انقطاع الاتصال بين المخ و بقية الجسم. على سبيل المثال إذا قال العقل تحرك و لكن الرسالة لم تصل إلى الساق و بالتالي لم تنفذ الحركة، فقد يؤدي ذلك إلى السقوط.
- عدم استجابة العضلات لأوامر المخ بشكل صحيح: يوجد عدة أعراض أخرى للتصلب المتعدد من شأنها أن تؤثر على التوازن بشكل غير مباشر، من أهمها:
- صعوبات في التنسيق.
- الرعشة و ضعف العضلات.
- تصلب أو تشنجات العضلات.
- الإرهاق و التعب العام.
قد تعني هذه الأعراض أن العضلات غير قادرة على الاستجابة بشكل صحيح للتعليمات التي يرسلها المخ؛ حيث لا تتحرك العضلة الضعيفة أو المتيبسة إلى الموضع المطلوب، أو قد تصل إلى هناك ببطء شديد. مما ينتج عنه صعوبة في الاتزان، بسبب إبطاء القدرة على الاستجابة للقدم المتفاوت أو تغييرات أوضاع الجسم عامةً.
ملحوظة:
يوجد أسباب أخرى محتملة للدوخة، و ليست بالضروري سببها مرض التصلب المتعدد، فقد تكون الدوخة بسبب بعض الأدوية، التهاب الأذن الداخلية، أمراض الأوعية الدموية، تصلب الشرايين، الصداع النصفي أو السكتة الدماغية.
العلاج الدوائي للدوخة:
يحرص أ.د/ عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب الباطني على مساعدة مرضاه على اجتياز كل الصعوبات، لذا بالإضافة إلى خطة العلاج الأساسية، قد يصف علاج دوائي مساعد للسيطرة على مشاكل الاتزان فيما يتناسب مع الحالة، مثل:
- أدوية مضادة للدوخة، مثل Meclizine و Dramamine.
- أدوية مضادة للغثيان.
- الأدوية التي تساعد على تحسين صعوبات المشي، بما في ذلك الفيمبرا و الأدوية الباسطة للعضلات و غيرها. لمزيد من التفاصيل أقرأ صعوبات المشي لدى مريض التصلب المتعدد .
خطوات للمحافظة و تقوية الاتزان لمرضى التصلب المتعدد:
1- تمارين التوازن:
يوجد بعض التمارين التي تحسن التوازن و تعززه، و بالتالي تحسن القدرة على الوقوف و المشي، و من تلك التمارين السهلة التي تستطيع القيام بها في منزلك:
- ضع خطين متوازيين للمشي عليهما، حيث تكون المسافة بينهما أضيق من فتحة الأرجل الطبيعية و تمرن على المشي عليهما.
- ثم أبدأ في تقليل المسافة بين الخطين مرة تلو الأخرى، حتى تستطيع السير بنجاح على خط واحد فقط.
2- العلاج الطبيعي:
يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين التوازن. هناك أنواع مختلفة من التمارين، بما في ذلك التمارين المصممة خصيصًا لتحسين التوازن، كما يمكن أن يشتمل البرنامج أيضًا على تمارين تركز على زيادة قوة العضلات و ليونتها.
3- استخدام المستلزمات و المعدات الداعمة للمشي:
هناك أشياء يمكن استخدامها إذا أثرت مشكلات التوازن على القدرة على الخروج بأمان، مثل استخدام العصا أو العكاز، خاصةً في الأماكن المفتوحة أو في الأماكن غير المألوفة، مما قد يشجع المريض على الخروج و التجول دون مخاوف السقوط التي غالباً ما تراود فكر مصابي التصلب المتعدد.
4- التركيز:
إن المزيد من التركيز قد يساعد في تحقيق التوازن عند المشي و التنقل، و ذلك بإعطاء المشي التركيز الكامل و عدم القيام بأي شيء آخر في نفس الوقت مثل التحدث.
5- إرشادات عامة:
- أخذ الحيطة أثناء المشي و لا داعي للاستعجال و خاصة في الدوران.
- ارتداء حذاء ذو نعل مطاطي أو بلاستيك مانعاً للتزحلق.
- المشي بخطوات بطيئة و قصيرة مع إبعاد الأرجل عن بعضهما.
تدابير السلامة للحد من مخاطر السقوط:
إن الدوخة و عدم الاتزان تزيدان من خطر الإصابة بسبب السقوط، خاصةً مرضى التصلب المتعدد الذين يعانون من مشاكل في المشي، الضعف و التعب. و إليكم بعض التعديلات البسيطة و السهلة التطبيق التي قد تساعدكم و تحميكم من التعرض إلى السقوط.
في المنزل:
- إزالة الأشياء التي قد تؤدي إلى التعثر مثل السجاد.
- تثبيت مقابض ارتكاز (درابزين) في الحمام أو السلم.
- استخدام كرسي عند الاستحمام لتجنب خطر السقوط.
في العمل:
هناك أيضًا تغييرات مفيدة يمكن تنفيذها في مكان العمل للحد من خطر مشاكل اختلال الاتزان، و من أبسطها نقل المكتب بجوار الحمام لتسهيل الوصول إليه.
تنبيهات أثناء إصابتك بالدوخة:
عندما تشعر بالدوخة أو عدم الاتزان، يمكن أن تساعدك الخطوات التالية على البقاء في أمان، لحين الشعور بالراحة:
1- أجلس دون تحريك الرأس أو الجسم.
2- خفف الأضواء الساطعة أو إطفاءها.
3- لا تحاول قراءة أي شيء.
4- تجنب صعود أو هبوط السلم.
5- لا تحاول القيادة حتى تتأكد من انتهاء الدوخة.
6- إذا حدث دوار أثناء النوم، فعليك الجلوس بشكل مستقيم.
7- ابدأ بالتحرك ببطء شديد عندما تشعر بتحسن.
يهتم الأستاذ الدكتور عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب الباطني بتوفير خدمة الزيارات المنزلية إذا كنت تعاني من وجود صعوبة في الوصول للعيادة، و لمعرفة كافة التفاصيل عن الخدمة أضغط هنا .
كما يوفر أيضاً الأستاذ الدكتور عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب الباطني خدمة الكشف عبر الفيديو كول إذا كنت متواجد خارج مصر و في احتياج للاستشارة، و لمعرفة كافة التفاصيل عن الخدمة أضغط هنا.